[center][i][b][font:6d8d=Courier New][color:6d8d=green][img]
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbar/akhbar2009/1257703519.jpg[/img][/color][/font][/b][/i][i][b][/b][/i]
[i][b][/b][/i]
[i][b][font:6d8d=Courier New][color:6d8d=green]مصر تحولت إلي »منتدي« ضخم.. يضع الخطة ويحدد التشكيل ويحل المشاكل الفنية![/color][/font][/b][/i]
[i][b][/b][/i]
[i][b][/b][/i]
[i][b][/b][/i]
[i][b][font:6d8d=Courier New][color:6d8d=green]تحولت مصر من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب إلي منتدي ضخم يناقش قرار التأهل لنهائيات كأس العالم.. الشعب المصري تحول إلي ٠٨ مليون مدرب يفكرون مع حسن شحاتة المدير الفني كيف يمكن الفوز علي الجزائر بفارق ٣ أهداف.. يفكرون وكأنهم يشاركون الجهاز الفني في تدريب المنتخب بمساهمة وطنية بدت لنا وكأنها مشروع قومي هو الأكبر شعبية والأكثر إلحاحاً بين كل المشروعات القومية في الماضي والحاضر.
الجماهير في مصر لا تكتفي بالفرجة بل هي إيجابية تأخذ بالمبدأ السياسي المتداول »المشاركة الشعبية«.. الشعب يشارك في صنع قرار الفوز وقانون اللعب الفعال دون المرور علي البرلمان.. صحيح هي تقول ما تشاء ولا يسمعها أحد لكنها تعترف أن المسئولين في الفريق واتحاد الكرة يقدرون كثيراً رأيها ويأخذون ردود أفعالها مأخذ الجد.. ولم تكسر هذه الجماهير القواعد المألوفة في كل مناحي الحياة بأن العمل يتميز وينجح إذا تولاه أصحاب الاختصاص لكن لا يمنع ذلك أن يفهم العامة ما يدور حولهم من نشاط إنساني يستطيعون ممارسته بدون شهادة علمية.
هم صحيح غير مختصين ولا يتعدي دورهم سقف الفرجة إلا أن إيمانهم عميق بأن حب الشيء هو الطريق الرئيسي المباشر لفهمه.. ولأنهم يحبون كرة القدم فإنهم تلقائياً يفهمون فيها.. وهذه حقيقة ربما لا يدركها المدربون المحترفون ولو تصادف أن جلس بعضهم علي مقهي مع مجموعة مشجعين ودار حوار عن الكرة لوجدوا أنهم يحاورون زملاء لهم.. فهم قادرون علي الإحساس بالأداء السيء والجيد ويستطيعون الفرز بين اللاعب الأصيل واللاعب التقليد التايواني.. ويستطيعون أن يضعوا تشكيلاً نموذجياً للفرق ويحددون بدقة نقاط القوة والضعف واحتياجات مباراة مهمة.. ويستغرقون في التفاصيل كما لو كانوا مدربين في الساحة منذ عشرات السنين.
ومنذ أن انتهت الجولة قبل الأخيرة من التصفيات والمنتدي الشعبي يعمل بكثافة وثراء وتستطيع أن تعيش الحدث بكل تفاصيله داخل المقاهي وفي مكاتب العمل والمنازل وعلي النواصي.. وبنفس مشاعر وقلق الجهاز الفني عندما استقبل خبر إصابة حسني عبد ربه استقبل الجمهور الخبر وناقش ما وصفه بأزمة خط الوسط.. وطرحوا أفكاراً متنوعة عن تشكيلة هذا الخط.. وإذا استمعت في توقيت واحد لمناقشات بين الجمهور وبين أفراد الجهاز الفني سوف تجد تطابقاً.. فهم يفكرون مثل حسن شحاتة عن البديل الأنسب لحسني عبد ربه.. ويقترحون أن يحل محله أحمد فتحي تاركاً الجهة اليمني التي لابد أن تستفيد من كفاءة أحمد المحمدي أكثر لاعبي طرف الملعب دقة في الكرات العرضية.
ثم يتهامسون عن سر استدعاء عبدالظاهر السقا بعد غياب طويل عن المنتخب ويسألون عن سبب هذا الاستدعاء المفاجئ.. وقبل أن يقول أحدهم إن الجهاز الفني حر ويقول آخر إنه استدعاء خاطئ يبادر ثالث ويجزم بأن الجهاز الفني علي حق لأن السقا مطلوب في الكرات الهوائية التي يجيدها مهاجمو الجزائر وأنه خبرة ومنتظم في مشاركاته مع فريقه التركي.. وأن الجهاز أثبت لنا أنه متابع جيد للاعبين في الداخل والخارج.. ولم يكن أمامه بديل لغياب وائل جمعة سوي السقا فقط حتي لو لم يبدأ المباراة واختار حسن شحاتة أن يستعين بالجوكر أحمد فتحي الذي جربه في كثير من المهام الخاصة.. ويتساءل مشجع رابع عما لو كان هاني سعيد سيغير مركزه ويتركه لمدافع طويل القامة مثل أحمد سعيد أوكا.. وما المانع أن يلعب هاني ليبرو متقدم أمام رباعي خط الظهر إذا تبين أن محمد شوقي غير جاهز فنياً وبدنياً بسبب عدم مشاركته مع فريقه الانجليزي.
ويتواصل النقاش في المنتدي الجماهيري في إطار أحقية الجهاز الفني في الاختيار بين البدائل المطروحة علي ضوء ما يراه ويلمسه مباشرة في التدريبات ولن يعترض أحد عليه لأن كل عناصر المنتخب مطلوبة في المباراة سواء بدأت من الدقيقة الأولي أو شاركت في فترات لاحقة.. فمثلاً كيف نستفيد من نجم متميز بحجم محمد بركات وهو يبدو بعيداً عن حسابات التشكيل إذا لم يكن سيلعب في الجبهة اليمني.. لأن مركز الوسط المهاجم محجوز لمحمد أبو تريكة ومحمد زيدان.. فهل يكون لبركات دور حيوي ومهم في فترات محددة من المباراة.
ويقفز المنتدي الجماهيري للتفاصيل أكثر وأكثر.. ويتساءل عن قرار الجهاز الفني فيما يخص زيدان وأبو تريكة.. هل يلعبان سوياً فيؤدي ذلك إلي الاختيار بين رأسي الحربة عماد متعب وعمرو زكي.. والأخيران من منهما سيبدأ إذا لعب زيدان وأبو تريكة.. يمتد الحوار ساعات وينتهي ليلاً بعد انتهاء السهرة ليبدأ نهاراً في اليوم التالي.. الجمهور في مرحلة المشاركة الفنية والتفكير مع حسن شحاتة.. الـ٠٨ مليون يضعون الخطة ويقترحون التشكيل وعند الانتهاء من هذه المرحلة.. سوف يذهب كل واحد منهم إلي حال سبيله ليعيش مع نفسه يوم المباراة بالطقوس الخاصة التي يفضلها كل مشجع في المباريات الحساسة والعصيبة وهي قصة أخري لا تخلو من طرافة وإثارة سوف تكون محور حديثناً في حلقة قادمة.
[/color][/font][/b][/i][/center]